من هي عيشة مولات الواد؟

من هي عيشة مولات الواد؟
السلام عليكم و رحمة الله بناء على طلب من بناتنا العزيزات فلا استطيع ان ارفض لهن طلبا او امرا... اليوم افتح باب من أبواب العالم الروحاني ... و ندخل معا دائرة ملوك اكحل .. و عندما أقول ملوك اكحل أقصد بهم رهط من الجن متعايش مع بني ادم و متواصل معه بقوة .. علما ان ملوك اكحل لا يتواصلون مع كل الناس و لكن هناك اشخاص معلومين مختارين يتواصلون معهم يسمون أبناء الحال و او أولاد الاجواد ..... و ملوك اكحل هم أصحاب المحلة الربانية .. اصحاب يوم السبت و هم الميامين السبعة .. في هذه الحلقة اعرفكم على ملكتين من اشهر و أروع ملوك الجن الأسود بالمغرب ... و حينما أقول ملوك ليس معناها انهم ملوك أصحاب عرش و تاج و صولة و صولجان و لكن غالبا يطلق على الاوراح الجنية المتخطية للحجب الباطنية اسم أجود او ملوك علما ان بنات اكحل هما فقط اختين الأولى ربانية و الثانية سفلية متعدية و لكل واحدة من هاتين الملكتين حال خاص بها .. و هنا انبه على شيء مهم .. ملكات اكحل هن حقيقة و لسن خيال و لا علاقة لهن بالروايات الشعبية التي يتناقلها الكتاب و المؤلفون و التي تحكي على اسطورة المرأة الحرة عائشة المقاومة التي كانت تعرف بغزواتها على المستعمر انطلاقا من تغور مدينة الجديدة و كانوا يسمونها الكنتيسا عائشة أو عائشة قنديشة او عائشة البحرية فهناك خلط بين الخيال و الحقيقة .. و بين ما هو روحاني و الرواية الشعبية في هذا الباب
ونحن فقط نقلنا ما وصلنا اليه من السابقين في هذا الحديث و لكن ان كنت شغوف بمعرفة الحقيقة تابع الحلقة الى الأخير ستجد بها ما سيبهرك و يجعلك تتعرف بالفعل على الملكة السوداء النورانية و اختها الملكة السوداء الظلمانية و هما اقوى ملكتان للجن بالمغرب .. و سأدلك من خلال حديثى على الطريق الموصل اليهما .. ..
فأقول ملكتا اكحل الحقيقيتين هما من الأرواح الجنية ... الأولى روح ربانية و الثانية روح سفلية وهاتين الروحين لا يعرفهما سوى المجاذيب و اهل الحال و أولاد الاجواد فمنهم من يعرف الملكة عايشة الربانية و يعلم تماما انها هي تلك الروح الطيبة النورانية و هي الأخت الكبرى لبنات اكحل و منهم من يعرف السوداء السفلية و التي تسمي نفسها عيشة او عويشة و هي الأخت الصغرى لبنات اكحل و هي روح متمردة تتنمرد فلا تتبث على دين او معتقد صعبة و متحولة حاكمة في طاقة الكبريت و هذه الروح سأتكلم عليها أيضا ..
بخصوص الملكة عايشة الربانية اصل تسميتها بعايشة كانت من شيخها من الانس سيدي على بن حمدوش و الكثيرون جدا من بنات و أبناء الاجواد يطلقون عليها اسم الميمة لانهم يعتبرونها امهم المعنوية و عدد من الاحباب يتواصلون معها في الرؤيات و الاحلام و اخرون يرونها في يقضتهم بدون شك و لها طريقة و دفة و طاولة و ميزان و عد و قسم و المتصل بها هو متصل بالحقيقة و ليس الوهم او الخيال فالامر هنا لا علاقة له بمرض نفسي و لا علاقة له بجلاء بصري و لا جلاي سمعي و لا حمق عقلي .. الأمر اكبر بكثير فوق ما يتصور العقل ..لان بعض الأذكياء ربما يتبادر الى عقولهم بان من يرى هذه الأمور لديه خلل نفسي او مريض عقلي .. و قد يبدأ في النصيحة بالتوجه الى الطبيب و المهدئات النفسية و الجلسات العصبية و غيره .. هذا ما افهموكم إياه يا الطيبين و اكرر الامر اكبر من الشيء الذي تراه بعينك و لا يستوعبه عقلك .. ان وصلت الى الايمان المطلق بالله و بملائكته ستفهم ما اقصد.
فقلت بخصوص عايشة الربانية هناك مناطق يسمونها الحمدوشية نسبة الى العارف الرباني سيدي على بن حمدوش لأنها كانت مريدة له من الجن عاشقة للطريقة الحمدوشية و سيدي علي بن حمدوش كما كان شيخا لطلبة الانس كاان فقيها لاولاد الجن يعلمهم القران الكريم و عرفت عنه هذه الكرامة رفقة سيدي رحال البودالي ... علما ان مريدي الحال الحمدوشي ربانيون من خدام اسم الله الدايم .. بعيدون جدا عن الخزعبلات و الافك و الشيطنة التي لطخت المزارات الروحانية الخاصة بهم
اعود فاقول هذه الروح العاشقة للذكر لم تكن فقط من عشاق الطريقة الحمدوشية و لكنها كانت عاشقة للجذية الرحالية و للصالح سيدي رحال البودالي فسميت بالرحالية او الزمرانية او السرغينية و كما اسلفت لها عشرات الأسماء معروفة بها اشهرها الميمة او عايشة .. وهي حاكمة ربانية صاحبة التسبيح و الحضرة و الذكر و الصلاة .. على فكرة الملكة السوداء الربانية ليست معروفة فقط في المغرب بل معروفة مشهورة في عدد كبير من الدول من جبال الاطلس الى جبال أصفهان و من شمال افريقيا الى جنوب السودان و يمكن فقط لمن كشف الله على بصيرتهم و كانت ذبذبات روحانياتهم عالية أن يتصلوا معها .. فيراها عادة المتصل بوضوح روحانيا او باطنيا في صفة المرأة الكبيرة في السن السمراء اللون و التي يظهر الشيب الأحمر المخضب بالحناء من جنبات غطاء رأسها علما انه تظهر للمتصل بلباس اخضر و أحيانا و بلباس ابيض حسب قوة المتصل بها و قوة يقينه و هي الوقورة الصادقة و الوفية .. صاحبة قلب طيب من قالت لها امي ردت عليها ابنتي . مجدوبة روحانية من الأرواح الأرضية محبة للذكر و ترتيل القران عند الحضرة و الذكر و التسبيح .. صاحبة السبحة السوداء و صلاية الحرير البيضاء... تحب الحق و الطهارة و التدين و التعطر و لها روح خفيفة جدا و محبة جدا و ان احبت شخص فتحت له باذن الله أبواب النصر و القبول و المال و ان غضبت على شخص نزل الى ما تحت الفقر و المشاكل ... و هي الغنية التي تحب الهدية صاحبة الحناء و اغرب شيء في حناء عايشة الربانية ان حنتها تخلط بالخزامة مدقوقة و الصندل مدقوق و الجاوي المكاوي مدقوق و جاوي الأحمر مدقوق و الجاوي الابيض مدقوق و الجاوي الأسود مدقوق و حنتها تكون نقط فوق اليد و عادة تكون عدد النقط من 7 الى 19 نقطة في كل كف و احب أنواع البخور لهذه الروح الربانية الجاوي المكاوي و سرغينة و لها ثلاث مقامات متفرقة مشهورة و معروفة و المقام هو الخلوة او الحفرة كما يصطلح عليه بالمغرب و كل مقام فيه 13 درج و ان تمت زيارة المقامات الثلاثة ساعتها فقط تكتمل كافة الادراج فتصبح 39 درج و تمام الأربعين ذكر سورة الفتح 7 مرات وراء كل صلاة 7 ايام و الثلاث المقامات التي ذكرت هي خلوات سيدي على بن حمدوش و سيدي سليمان مول الكيفان و سيدي احمد الدغوغي .. و هؤلاء الصالحين كلهم بالمملكة المغربية الشريفة .. علما انه ان لم تفهم كلامي او احسست منه بالنفور فابتعد عن هذا الباب لانك غير مقصود به و هو ليس لك .. و حتى ان قمت بزيارة المقامات ستكون زيارتك فارغة ستزور فيها القبور و لن ترى بوابات القصور و ستسمع كلامي كحكاية و لن تفهم ما وراء السطور ساعتها لن ترى الفج الأرضي الذي هو قريب من الضريح و الذي يسمى الخلوة او الحفرة .. و حتى ان دخلته لن يعطى لك الملح و الخميرة ..
الملكات بنات اكحل كما اسلفت هما اتنين الربانية عايشة و قد شرحت عنها كل شيء تقريبا و الثانية هي السفلية او كما تحب ان تسمى نفسها عيشة او عويشة و هي الروح السفلية المتمردة المعروفة بلباسها الأسود المنقط بالدوائر البيضاء فلا تستطيع ان ترى وجهها لانها باب تعب و عذاب ويسميها الحكماء اهل هذا الفن بنت كاكو لانها حاكمة على الجن الأسود من عكراش بواد ابي رقراق الى سفح جبل كاكو بمدينة سلا طيارة و مشهورة بين العرفات و الساحرات و تجدها صديقة جدا لمن ضربه الله من النساء و الرجال و كان مبتلى بالتبخير و اشعال الشموع فتأتي لهم كل مرة في حال اكثر الأحوال التي تحب التنكر بها حين تعجن الزجاج و يسمونها عيشة الخليفية و تتنكر في صورة ربانية لانها تترهبن فتأتي بلباس ابيض و غطاء رأسها اسود و الحقيقة انه لا علاقة لها باصحاب الزجاج أولاد خليفة لان عويشة الخليفية تعجن الزجاج في الظلام و لا تحب الضوء و أولاد اخليفة أصحاب الزجاج يعملون في الضوء و لا يستطيعون العمل في الظلام و اذن عويشة الخليفية صعب و شاق من دخله يعاني كثيرا
و هي محبة للايقاعات الحزينة الروحانية مثل جلابة و كناوة و حمادشة و هداوة و عيساوة و غيره لهذا يسمونها كذلك عدة أسماء السودانية او الكناوية او الدغوغية وهي مزاجية متعدية تلبس الجاذب في الحضرات و الدردبات و الزارات و أحيانا يسمونها الروبالة لانها ان دخلت الى مكان تقلب اسفله على أعلاه و العجيب اذا حضرت كروح سفلية متلبسة بجسد مريض او مريضة فان المكان الذي تحضر فيه عند الرقية يصبح ساخن و تشم رائحة كبريتية تخرج من المريض و غالبا تهدد المعالج او الراقي و قد تنفخ للمريض وجهه اثناء الرقية او تحاول خنقه و شخصيتها صراحة غامضة فهي مرة تكون تلك الحزينة المتقلبة خصوصا اذا سمعت التعداد و التعداد هو نوع من الكلام الموزون تقوم به بعض النسوة و متقلة لا تعرف الاستقرار مرة ضاحكة و مرة باكية و كل النساء و الرجال الذين يكون لديهم عويشة يكن على هذا الحال يحبون الأسود و مغبونين و دمعتهم على عيونهم و يعانون من العاكس و العارض و هناك من يلبس الأسود فيزيده قوة و جمال و هناك من يلبسه فيؤلمه و يضر به .. و هي محبة كذالك للحناء و ماء الورد و ان دخلت في عهود مع احد ستعذبه بطلب الدبائح و القرابين